













كتابنا

ما أن اعتقلت القوات الحكومية القيادي الحوثي "محمد أحمد الزايدي" في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، في الثامن من يوليو الجاري، أثناء محاولته التسلل إلى سلطنة عُمان، ثم توقيف وزير الخارجية السابق للمليشيا "هشام شرف" في اليوم التالي بمطار عدن، حتى انفجرت الماكينة الإعلامية للمليشيا الحوثية بالعويل والإدانة والاستنكار، وبدَت أشبه بـ "لصّ" شهير يُلقي درسًا في الأخلاق، وجلّاد وقح يتحدث عن الإنسانية...!

على مدى عقود تزداد احتياجات تعز للمياه، تضعف الموارد المائية، تقل نسبة الأمطار يتقلص مخزون المحافظة من المياه الجوفية، وتزداد الكثافة السكانية، تتقلص المساحة الزراعية. لا ماء ولا اقتصاد ولا من يفكر بمشكلة المياه تفكيراً جدياً..

كثيرون هم الطامحون والمتهافتون إلى تولي أعلى المناصب في البلاد، ولكن لا أحد منهم حتى الآن لديه طموح حقيقي بالإنجاز الذي يحقق المجد، وينفع نفسه ومجتمعه من خلال تولي السلطة.

من الخطأ تصوير القبيلة كأنها نقيض للجمهورية فالمجتمع اليمني بطبيعته قبلي في بنيته الاجتماعية وإن اختلفت درجة تماسك هذه الروابط من منطقة إلى أخرى..

بعد توقف الحرب بين الشرعية والحوثي، ولم يفض مسارها إلى نقطة انتصار أو هزيمة، وتوقفها على الأرض في حدود جغرافية معينة؛ تعمد الحوثي تغيير سياسته واللجوء إلى خطط بديلة واستراتيجيات خفية هدفها إرباك المشهد السياسي وافتعال الأزمات في المناطق الشرعية

من لا يحاكم الخيانة، سيعيد إنتاجها. من لا يقف أمام المجرمين بصرامة، سيقف لاحقًا في صفوف اللاجئين، باكيًا على وطنٍ لم يحمه.

بينما تحاول آلة الحرب والظروف القاسية تكميم الأفواه وتغييب الحقائق، يبرز صوت الشعب اليمني كصوت مدوٍّ لا يعرف الصمت، يثبت اليمنيون يومًا بعد يوم أنهم شعب حي، يقظ، وواعٍ، يرفض أن يستسلم للظلم أو أن يدفن قضاياه تحت ركام المعاناة.

في صنعاء، ومختلف المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين، يجري تمجيد القتلة والمجرمين، ويتم تصويرهم على أنهم "أولياء"، تُرفع صورهم، ويُنظر إليهم كرموز مُقدّسة، مع أن رصيدهم الحقيقي لا يتجاوز القتل والنهب والاختطاف والتفخيخ وتمزيق الدولة والمجتمع...!!

خيار المقاومة الفردية والجماعية بكل الوسائل المتاحة هي الطريق الوحيد لهزيمة الحوثي والإمامة والانقلاب وبناء الجمهورية مرة أخرى.