













كتابنا

واضح جدًا أن ثمّة استهدافًا ممنهجًا للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز تحديدًا؛ استهدافًا يطال أولئك الأبطال الذين كسروا معادلة المستحيل، ووقفوا في وجه زحف الانقلابيين الحوثيين، وحموا ما تبقّى من مسبحة اليمن قبل أن تتساقط حباتها تباعًا في أيدي الكهنوت.

ما يمارسه الحوثي هنا يتجاوز أعتى أشكال الكهانة التي عرفها التاريخ الإسلامي. فالكهانة القديمة على الأقل كانت تحاول استغفال الناس باسم الغيب أو الآخرة، أما هنا فنحن أمام جماعة لا تعبأ حتى بتغطية وجهها. إنها لا تكتفي بالخلط بين الديني والدنيوي، بل تتخطى ذلك إلى تدمير الوعي نفسه.

من أسوأ اللحظات السياسية اليمنية اللحظة التي تقوض فيها الحقائق وتبدل فيها الثوابت، ويبلغ التطرف السياسي حد الإجحاف والتنكر لدرجة أن تغدو مأرب مادة دسمة للتنمر ومرتكزًا للاستهجان والتعرية في الخطاب السياسي والإعلامي..

مشكلة تعز أن محافظها نبيل شمسان يعيش في وضع مختلف تماماً عن الواقع، ولذلك تختلف أولوياته عن المهام التي يفترض أن يؤديها.

الصحافة هي الصوت الذي ننقل قصص الضحايا والصامدين. ولكن، في خضم الحرب، يصبح هذا الدور النبيل محفوفًا بأقصى درجات الخطر. فالصحفيون ليسوا مجرد مراقبين، بل غالبًا ما يصبحون أهدافًا، لأن الحقيقة التي يحملونها قد لا تُرضي جميع الأطراف.

تسارع المليشيا الحوثية إلى استغلال بعض المناسبات التي يجد فيها الناس معنىً أو قيمة، وتجعل منها يافطات وأقنعة، حرصًا منها لإخفاء بشاعتها وتغطية مشروعها العنصري التخريبي، وصرف أنظار المواطنين عن خطرها الداهم عليهم.

توالت القرارات الحكومية المرافقة لإجراءات البنك المركزي وتحركاته الأخيرة لضبط سعر الصرف، وما عمله البنك المركزي مؤخرا هو أنه قام بوظائفه باعتباره بنك البنوك في اليمن، والمشرف الرئيس والوحيد على سعر الصرف وعمل البنوك وما يتصل بذلك من تحويلات محلية وخارجية ومضاربة.

من الخطط المهملة في هندسة معركة الصراع مع الحوثي، وأساليب هزيمته، إغفال دور الاقتصاد كسلاح فعال سيرجح دفة الشرعية إن هي استوعبت أهميته، بينما حرص الحوثي بكل الوسائل على إفشال اقتصاد الشرعية، وإغلاق منافذ قوته، ودعم سبل تهاويه..

الفترات الموسومة بالانكسارات الجمعية والخيبات الكبرى في قضايا مركزية، هي من أهم ما يدفعنا إلى الاطلاع ومدارسة كل ما يمكن أن يقدّم إجابات، أو على الأقل يثير تساؤلات صحيحة. فالتساؤل الصحيح هو البوابة الأولى نحو البحث عن إجابات هامة ومرشدة، تضعنا على مسار التفكير الواقعي بعيدًا عن التنميط واستسهال التصورات الجاهزة.